رغم اننا نعيش في دولة متحضرة تدار من قبل سلطات ومؤسسات ديمقراطية الا هن هناك خلل في عملية فهم وادراك وضع تصور مستقبلي وخطة عمل واضحة الاطار والمعايير والاهداف ,, في الكويت تتشابه اوضاع الشعب والحكومة بالسمكة عندما تخرجها من البحر وترميها امامك تشاهدها (تلبط) اي تتقلب علي بطنها وظهرها الى ان تدرك انها خارج الماء فتموت .. هذا هو لسان حال الشعب والحكومة
الشعب اعتاد علي سهولة الحياة وتوفير كل متطلباتة المادية باسهل الطرق بدون اي تعب ومشقة , دورة حياة المواطن العادي بعد ان ينهي مرحلة تعليمة هو البحث عن عمل والبحث عن الوظيفة معناه ان تبحث عن خادم المصباح السحري وهي الواسطة من غيرها يصبح الانسان الكويتي مهمش لا شهادة تنفعة ولا علم يرفع هامتة امام طاحونة الفساد في المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة , فالمواطن لن يستطيع ان يحرك ساكنا ما لم يفرك مصباحة السحري ويخرج المارد لينفذ احلامة ,, اصبح هذا المصباح السحري بعد ان كان نادر الوجود في متناول الجميع وبارخص الاسعار وكل يوم نشاهد مارد جديد يقدم خدماتة والمقابل الوحيد هو ان يسلب حنجرتك فهو مولع بالاصوات التي تنهال عليه من جميع طالبي وطالبات الامنيات ويراهم علي اتم الاستعداد للتخلي عن حناجرهم وعن اصواتهم القبيحة فهم لا يجيدون الغناء
الطرف الثاني الحكومة التي ترفض ولا تعير بال للمواطن العادي ان يطرق ابوابها ليسمعها قدراتة علي الغناء وتقيم اداء حنجرتة لذا هي تعتمد اعتماد كلي علي وسيطها مارد المصباح السحري ان يستولي علي اكبر عدد من الحناجر لياتي بها للحكومة وتنظر لكل حنجرة حسب توصيات المارد لها فالحناجر التي تغني مجتمعة للمارد لها وقع طرب افضل من حنجرة تغني منفردة علي مسامعه
لذا اصبح المواطن مسير من قبل سياسة الطرب تلك التي فرضتها الحكومة عليه واضطر ان بيع حنجرته مقابل ان يتمكن من العمل وطلب الرزق من دون الاهتمام لاحقا بتطوير اداءه وقدراته الفنية لانه اصبح بلا حنجره فهو لا يستطيع الغناء بعد ذلك
اما الحكومة تكون في وضع افضل بكثير لانها بفضل ماردها السحري التي استعانت به لشراء حناجر تخول المارد ان يكون بمثابه الحارس الذي يغض البصر عن السارق فالحكومة الان محمية من اي اخطار وردود افعال علي تصرفاتها وقراراتها حتي ان كانت لا تصب في مصلحة الدولة والشعب فالهم الوحيد لها اصبح الان هو السيطرة علي اكبر قدر ممكن من خيرات البلاد وتنفيع بعضهم البعض من خلال المقدرات وثروات الوطن كل هذا والمارد يحميها من اصحاب الحناجر التي اخرسها مقابل اي يكون للمارد دور الذي طالما عشقة وهو القدرة علي تنفيذ الطلبات والاماني مهما كانت
اصبحت المغارة التي ننتمي اليها بدون بوابة و حراس واصبحت الكنوز التي بداخلها عرضة للسرقة من غير اي حساب والجميع يشاهد وهو ساكت كل ذلك بسبب الجشع والطمع الذي حد المواطن علي بيع حنجرتة بارخص الاثمان وتمكين الحكومة بسماع ما يحلوا لها من معزوفات حتي وان كانت نشاز فهي تطرب هذي الحكومة
عزوفنا عن العمل بجد واخلاص وتنمية مفاهيمنا ومعتقداتنا السليمة والتي ورثناها من ابائنا واجدادنا وضرب تلك القيم بعرض الحائط في سبيل المنافع والماديات والتي سرعان ما تزول وبيع ارادتنا وكلمتنا الى من لا تهمهم مصالح الوطن كل ذلك سوف يجرنا الي اليوم الذي ينسي فيه المواطنون طريقة الكلام ويولدون من غير حناجر فلا مارد ينفع ولا حكومة تسيطر وتنضب مقدراتنا التي انعم الله علينا بها ليندم الجميع علي ما فعلوا ويرددوا المثل القائل ( اذا فات الفوت ما ينفع الصوت ) ...مع ذلك لا زلت اؤمن بان هناك بصيص من نور الامل ولا بد ان ياتي اليوم الذي ننهض به من جديد ونستوعب الدروس من الاخطاء التي لا زالت ترتكب بحق الوطن
والله المستعان
2 comments:
السلام عليكم..
مساحه جيده جدا اخي الصابر, اردت ان تعلم انك لست الوحيد الذي ينادي في الظلمات.انا طالب اشارك في عدة مؤسسات لا رسميه تناشد بالعدل اكن لا وم مستجيب.. افكارك تطلبق افكار معظم الكويتيين ... اشكر جرأتك في نشر افكارك و الى الامام. اتمنى ان تتحدث عن مطالب الشعب مثل اسقاط القروض. و عن المشاكل التي يتأثر بها الطالب الكويتي عامة و الجامعي خاصة بسبب بعض فرارات ظالمه من قبل بعض اصحاب السلطه
شكرا ...
عزيزي جاسم
تحية اجلال لطلاب العلم والمعرفة فانتم امل واشراق شمس هذا الوطن , اشكر زيارتك للمدونة واتمني التوفيق لمشاركاتك ونشاطاتك واعدك بمناقشة القضايا المهمة التي طرحتها
Post a Comment